"المركزى للمحاسبات" يتساءل حول تفاؤل مخابز القاهرة الكبرى بعد خسارة 60% من رأسمالها

نصح الجهاز المركزى للمحاسبات الجمعية العامة العادية للشركة العامة لمخابز
القاهرة الكبرى، اليوم الأحد، دراسة موقفًا الشركة وإمكانية سداد
التزاماتها وقوفًا على موقفها المالى المتدهور بعد أن خسرت 60% من قيمة
رأسمالها البالغ 50 مليون جنيه، وذلك بعد أن وصلت قيمة الخسائر لـ 32 مليون
جنيه حسب توقعات المركزى.

كما توقع الجهاز فى تقريره أمام الجمعية العمومية أن يصل صافى ربح الشركة
إلى 239 ألف جنيه، وذلك بعد زيادة استثمارات الشركة بمبلغ 2 مليون جنيه عن
العام المالى 2011/2012 لتصل فى العام الجديد إلى 20 مليون جنيه.. وتساءل
الجهاز عن أسباب عدم رد الشركة على ملاحظات الجهاز على الموازنة الجديدة،
كذلك النظرة التفاؤلية بزيادة الإنتاج بواقع تصنيع مكرونة 3 آلاف طن بزيادة
55.2%، و5 آلاف طن دقيق 83 بزيادة 23.5%، وتقدير الشركة لخسائرها المتوقعة
فى الموازنة الجديدة بـ11.508 مليون جنيه، والتى من المتوقع أن ترتفع إلى
22.537 مليون جنيه إذا تم استبعاد إعانات الإنتاج التى تحصل عليها الشركة
من الحكومة ممثلة فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية.

من جانبه، أرجع أحمد رضوان، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة لمخابز القاهرة
الكبرى، ارتفاع خسائر العام المالى المنتهى فى 30 يونيو القادم لاستجابة
الشركة لمطالب العاملين وعدم تحميل الشركة القابضة هذه الخسائر أسوة بما
كان يتبع فى السنوات الماضية، خاصة أن زيادة الأجور فقط بلغت 1.2 مليون
جنيه، بينما الأجور الأصلية تبلغ 2.750 مليون جنيه.

وأوضح على هامش الجمعية أن الشركة القابضة تلزم شركته بإنتاج 1037 رغيف
خبز مدعمًا من الجوال على الرغم أنه باستطاعته إنتاج 1130 رغيفا، وهو ما
يؤثر على الإنتاج، فرد عليه أبو زيد محمد أبو زيد، نائب رئيس الشركة
القابضة للصناعات الغذائية، قائلا: "مفروض الجوال بيطلع 1143 رغيفًا.. لو
تقدر تنتجه ده من غير ما تخالف المواصفات الفنية للرغيف أو غشه إيه
المانع؟".

من ناحيته، اقترح عبد الستار سليمان، القائم بأعمال رئيس الشركة القابضة
للصناعات الغذائية، رئيس الجمعية العمومية للشركة العامة لمخابز القاهرة
الكبرى، تقليل الخسائر بزيادة الأنشطة الأخرى، التى تمارسها الشركة خاصة
أنها تحقق أرباحًا معينة خاصة المكرونة وإنتاج الخبز البلدى الفاخر
"السياحى"، مما يزيد الربحية أيضاً لأنها كلها تحقق نتائج إيجابية، مؤكداً
أن الخسائر التى تبلغ 34 مليون جنيه يمكن أن نجدها أصبحت 55 مليون جنيه إذا
لم نقم بذلك.

أما الدكتور فاروق إسماعيل، لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشورى، فقال
أن جميع شركات تصنيع المكرونة كانت تخسر فى إلا أنه بعد الدخول فى مشروع
استبدال المكرونة بالأرز التموينى فزادت المبيعات وحققت نتائج إيجابية،
مطالباً بغض النظر عن نقل خط إنتاج المكرونة من مقر الشركة فى كرموز
بالإسكندرية إلى القاهرة لأن التكلفة وفقًا لدراسة أعدتها شركة السكر
والصناعات التكاملية تبلغ 3 ملايين جنيه على الرغم أن ثمنه بالأساس يبلغ 2
مليون جنيه فقط، ولا تضمن شركة السكر سلامة الخط بعد نقله، كما أن جدوى
استفادة الشركة قليلة منه.

ولفت إسماعيل إلى أن سوق المكرونة تشهد منافسة كبيرة والخط الذى كان
موافقًا على نقله لا يمكن الشركة من إنتاج المكرونة بالجودة المطلوبة لتكون
منافس قوى فى السوق، كما أن الشركة تحتاج أن تبيع خبزاً فاخراً وتحقق
مكاسب جيدة منه، مؤكداً أن الشركة تواجه عدة تحديات، متسائلاً: أين الشركة
من المخابز المليونية التى يعلن عنها، واقترح بيع مقر الشركة فى ميت عقبة
لاستغلال ثمن الأرض المرتفع لتحسين وضع الشركة.

ولفت أبو زيد إلى أن الشركة القابضة تعطى الفرصة لشركة مخابز القاهرة
الكبرى من عدم الدخول فى منافسة من الشركات الشقيقة فى مجالات مثل
"النواشف" و"الحلويات" فى القاهرة الكبرى، بخلاف حلويات المولد النبوى
والبسكويت، وطالب الشركة أن تخصص لنفسها هامش ربح قليلا لتتمكن من البيع
بأكبر كمية قائلا: "اكسب بسيط واستحوذ على شريحة أكبر.. بمعنى اكسب قليل
وبيع كتير".